إميل دور كايم : تقسيم العمل
تعتبر
دراسة تقسيم العمل من أهم الدراسات الجادة التى أسهم بها دور كايم فى تأسيس وتطور
علم الاجتماع وفروعه المختلفة حيث يرى أن ظاهرة تقسيم العمل فى العصر الحديث تطورت
بصورة أكثر تعقيدا عما كانت عليه فى العصور الماضية ،هذا التطور كان نتيجة لظهور
متغيرات جديدة فى العصر الصناعى الحديث مثل استخدام الآلات ونمو رأس المال ومن ثم
كانت الحاجة إلى تحديث نظام تقسيم العمل من أجل تطوير المهن والوظائف على أساس
التخصص ليس فقط فى المصانع والمشروعات الصناعية والتجارية بل فى جميع الأنشطة
الاجتماعية.
إن
تركيز دور كايم على تحليل التغيرات التنظيمية والمجتمعية فى المجتمع الغربى يتلخص
فى ثلاثة أفكار رئيسية هى
-تحديد طبيعة تقسيم العمل
واكتشاف الحاجات الاجتماعية لإشباعها.
.البحث
عن أسباب تقسيم العمل
-تفسير التغيرات والتفكك الذى حدث فى البناء الاجتماعى.
ولقد ظهرت عدة متغيرات ومفاهيم سوسيولوجية هامة عند تناول دوركايم لظاهرة تقسيم العمل منها مفهوم الوظيفة والدور والنشاط والهدف والنتائج والمؤثرات وغيرها من المفاهيم التى أضفى عليها الطابع السوسيولوجى من أجل التعرف على وسائل إشباع الحاجات والضروريات الاجتماعية .
وحاول دور كايم الربط فى تفسيره لوظيفة تقسيم العمل وفكره
للتضامن الاجتماعى حيث يوضح أن للتضامن الاجتماعى أنواع متعددة تعكس طبيعة الواقع
الاجتماعى المتنوع مثل التضامن العائلى والتضامن المهنى والتضامنى الوطنى أو
القومى وكل نوع من هذا التضامن يعكس بصورة أو بأخرى طبيعة تطبيق مبدأ تقسيم العمل
والتخصص وتحديد الواجبات والحقوق داخل كل تنظيم أو جماعة اجتماعية.
وأثار دوركايم قضية هامة ركز فيها على أهمية تطوير تقسيم العمل والتخصص بصفة مستمرة حتى يتلاءم وطبيعة التغيرات التى تحدث فى المجتمع الحديث حيث تقسيم العمل فى حد ذاته ما هو إلا نتيجة الصراع من أجل البقاء والوجود وباعتباره الوسيلة الفعالة من أجل زيادة التفاعل والعلاقات الاجتماعية والتضامن الاجتماعى.
ويرى دوركايم أن زيادة تقسيم العمل سوف تؤدى حتما إلى زيادة التخصص وبصفة خاصة داخل التنظيمات الصناعية والتجارية حتى تؤدى دورها فى زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته ومن ثم تصبح وظيفة تقسيم العمل كلية هى تلبية احتياجات وضروريات المجتمع وأفراده.
تعليقات
إرسال تعليق