البنائية الوظيفية : المتطلبات الوظيفية والأنساق الفرعية
أولا المتطلبات الوظيفية
ربط بارسونز بقاء النظام
فى النسق الاجتماعى واستمراره بمتطلبات أو ضرورات وظيفية لابد من توافرها وهى
تتمثل فى الحاجة الوظيفية للتكيف والحاجة الوظيفية لتحقيق الأهداف والحاجة
الوظيفية للتكامل والحاجة الوظيفية لصيانة الأنماط القائمة وإدارة التوتر.
الحاجة الوظيفية للتكيف-
وتتضمن القدرة على بناء علاقة مع البيئة ومواردها وذلك من خلال عمليات الإنتاج ووسائلها التقنية والمعرفية والتنظيمية لتلبية حاجات النسق والأعضاء وهنا تأتى أهمية العامل الاقتصادى ليس فقط فى علاقة النسق الاجتماعى بالبيئة الطبيعية والاجتماعية الخارجية وإنما فى أشكال التنظيمات الداخلية من تقسيم العمل وإعداد القوى البشرية وما يترتب على هذه من تطوير للمعرفة والمهارات.
الحاجة الوظيفية لتحقيق الأهداف-
وتشمل هذه الحاجة الوظيفية تحقيق الأهداف بشكل واضح ودقيق والأساليب والوسائل الجماعية التى تمكن المجتمع من تحقيق الأهداف ووسائل امتثال الأفراد لها ،ويشمل مثل هذا الافتراض الإجماع على الأهداف وهى مسألة إشكالية تهمل النظر إلى الاختلافات فى البناء الاجتماعى وما يترتب عليه من اختلافات فى المصالح والرؤى وكذلك اختلاف فى تقبل الأهداف والوسائل.
الحاجة الوظيفية للتكامل-
أدى تركيز بارسونز على النظام وحالة التوازن إلى افتراض ضرورة التكامل البنائى والوظيفى بين مكونات النسق ولهذا يفترض ضرورة بناء قاعدة ثقافية مشتركة وركز على أهمية عملية التنشئة ومؤسساتها من ناحية وعوامل الضبط من ناحية أخرى ،وبذلك لا يمكن أن تكون عملية التنشئة كاملة كما أنها قد تتفاوت فى أهدافها وما تحمله من قيم ومعايير باختلاف المواقع فى البناء الاجتماعى هذا إلى جانب تباين الأفراد فى استجاباتهم لنفس المؤثرات اعتمادا على التأويلات المختلفة لهذه المؤثرات.
الحاجة الوظيفية لصيانة الأنماط القائمة وإدارة التوترات-
وهنا يركز بارسونز على عوامل الضبط ووسائل تعزيز الامتثال ثم وجود وسائل منظمة لمواجهة التحديات أو ما قد يهدد النظام وهنا تأتى الأهمية الوظيفية للقانون والأعراف والتقاليد وطرق ووسائل حل النزاعات والتوترات وإدارتها.
ثانيا الأنساق الفرعية
يتضمن مصطلح النسق وجود
وحدة تتكون من مكونات مترابطة بينها علاقات متسقة وعلى هذا الأساس يرى بارسونز أن
النسق الاجتماعى يتضمن أربعة أنساق هى النسق العضوى والنسق الشخصى والنسق
الاجتماعى والنسق الثقافى يقابلها أنماط الفعل الاجتماعى ،ورغم تعريفه النسق على
أساس أعضائه من الأفراد إلا أنه اختار المفهوم المركب للدور والمكانة كأساس
للتحليل خاصة وأن مفهوم الدور والمكانة يرتبط بمعايير وقيم من جهة ويعتبر أساس
شبكة العلاقات من جهة أخرى ،وتتوزع الأنساق الفرعية وتصنف على أساس ما تتضمنه من
طاقة أو معلومات إذ يمتاز النسق الفرعى الثقافى بما يتضمنه من معلومات بينما
تقتصر وظيفة النسق العضوى فيما يمثل من طاقة فى حين يشمل النسق الشخصى الجانبين.
النسق الثقافى-
ويشمل هذا النسق الفرعى
المعتقدات والمعرفة ونظم التعبير والرموز والمعانى والقيم والمعايير الخلقية
وتجتمع هذه جميعا وظيفيا فى بناء الشرعية المعيارية والتى تشكل الإطار المرجعى
للسلوك والعلاقات ،ويستدمج الفرد من خلال عملية التنشئة تعلما ومحاكاة الأنماط
الثقافية فتشكل هذه قاعدة التوجه القيمى لأفعاله كما أن النسق الثقافى يزود
الأنساق الأخرى بالمعلومات وقواعد السلوك وهو قادر على النمو والتغير بالجهود
الفردية والجماعية ومن خلال الاحتكاك.
النسق الاجتماعى-
يمثل البناء الاجتماعى ومكوناته وما بينها من علاقات نمطية النسق الاجتماعى ويعتبر بارسونز الدور والمكانة العناصر التحليلية الأساسية للبناء الاجتماعى يمكن أن يضاف لها الجماعات المختلفة ويتضمن معنى البناء العلاقات بين هذه الأجزاء ،ويرتبط الدور والمكانة بقيم ومعايير حيث تشكل هذه قواعد السلوك والعلاقات وأسس التدرج فى البناء الاجتماعى وما يترتب عن عمليات التفاعل علاقات وجماعات فتصبح هذه الجماعات أطر تفاعل الفرد مع الآخرين وفيها يكتسب الفرد ثقافة الجماعة.
النسق الشخصى-
يسهم كل من النسق الثقافى والاجتماعى فى تشكيل النسق الشخصى وبالرغم من هذه العمليات الخارجية إلا أنه يبقى مجالا للتفرد والاستقلالية النسبية للجانب الفردى ويعرف بارسونز الشخصية بأنها خصائص الفرد فى إطار النسقين الاجتماعى والثقافى ،ويتضمن مفهوم الشخصية ما تم انتظامه من توجهات وحوافز تتعلق بالفعل ،ويمثل النسق الشخصى ارتباط النسق العضوى بالأنساق الاجتماعية والثقافية ثم من خلالها بالنسق الطبيعى الخارجى ويشمل هذا الارتباط القدرة على التعلم والنمو وما يتضمنه من اكتساب المعرفة والمهارات والحوافز للمشاركة الاجتماعية.
النسق العضوى-
يشمل معناه التشكيل
العضوى والحيوى للفرد بما فى هذا ما يمتلك من قدرات واستعدادات فطرية وترتبط هذه
بقدرات الفرد على التعلم ولكن هذه القدرات الفطرية تتأثر فى نموها وتحقيقها
بالظروف الحياتية وبهذا لا تقتصرإمكانات الفرد على التركيب الجينى الوراثى فقط
وإنما تتدخل فيها الظروف والمواقف الاجتماعية ويتضمن مفهوم الطاقة لدى العضو
الحوافز والقدرات المعرفية والكفاءة فى أداء الأدوار وقدرات الإستجابة للتحديات
والتعامل مع الموارد والوسائل والآليات التى تتعلق بتحقيق الأهداف.
البنائية الوظيفية: إسهامات سبنسر وبارسونز
المرجع
تعليقات
إرسال تعليق