القائمة الرئيسية

الصفحات

مفهوم الثقافة وعناصرها


لقد تعددت تعريفات الثقافة ومفهوماتها منها ما ركز على الجوانب المعنوية الفكرية ومنها ما ركز على الجوانب الموضوعية المادية ومنها ما ركز على كليهما ،ولقد عرف ادوارد تايلور الثقافة بأنها ذلك الكل المركب الذى يشتمل على المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون والعادات وغيرها من القدرات التى يكتسبها الإنسان بوصفه عضوا فى المجتمع، وعرفها روبرت بيرستيد بأنها ذلك الكل المركب الذى يتألف من كل ما نفكر فيه أو نقوم بعمله أو نمتلكه كأعضاء فى مجتمع .


    مفهوم الثقافة وعناصرها             


ويرى جيمس سبرادلى أن ثقافة المجتمع تتكون من كل ما يجب على الفرد أن يعرفه أو يعتقده بحيث يعمل بطريقة يقبلها أعضاء المجتمع ،فالثقافة ليست مجرد ظاهرة مادية فحسب أى أنها لا تتكون من أشياء أو أشخاص أو سلوك أوانفعالات ولكنها تنظيم لهذه الأشياء فى شخصية الإنسان فهى ما يوجد فى عقول الأشخاص من أشكال لهذه الأشياء.

 

والثقافة بمعناها الواسع هى جميع الصفات الروحية والمادية والعاطفية التى تميز مجتمعا معينا أو فئة اجتماعية محددة وتشمل الفنون والآداب وأساليب الحياة بالإضافة إلى الحقوق الأساسية للإنسان ونظم القيم والمعتقدات والتقاليد، ويعتقد معظم علماء الأنثربولوجيا أن الحضارة ليست سوى نوع خاص من الثقافة أو شكل معقد من أشكال الثقافة.


ويمكن القول أن الثقافة فى إطارها العام ليست سوى مفهوم مجرد يستخدم فى الأنثربولوجيا للتعميم الثقافى وأن ضرورة الثقافة لفهم الأحداث فى المجتمع البشرى والتنبؤ بإمكانية وجودها.


وتعرف الثقافة بأنها النسيج الكلى والمعقد من الأفكار والمعتقدات والعادات والتقاليد والاتجاهات والقيم وأساليب التفكير والعمل وأنماط السلوك وكل ما يبنى عليها من تجديدات وابتكارات ووسائل فى حياة المجتمع مما ينشأ فى ظله كل عضو من أعضائه وما يأتى من الماضى ويتم الأخذ به ،وتطويره فى ضوء ظروف الحياة والخبرة.

 

واعتمد العديد من الباحثين فى دراسة الأنثربولوجيا الثقافية النفسية والاجتماعية على ثلاثة مفاهيم أساسية هى :

 

أولا التحيزات الثقافية: وتشمل القيم والمعتقدات ،المشتركة بين الناس.

ثانيا العلاقات الاجتماعية: وتشمل العلاقات الشخصية التى تربط الناس بعضهم مع بعض.

ثالثا أنماط أساليب الحياة: وهى الناتج الكلى المعقد من التحيزات الثقافية والعلاقات الاجتماعية.

 

وهذا يعنى أن الثقافة توجه الإنسان إلى القيم حيث يمارس الاختيار ويعبر عن نفسه بالطريقة التى يريدها وبالتالى يتعرف إلى ذاته ويعيد النظر فى إنجازاته وسلوكياته.

 

خصائص الثقافة

 

أولا الثقافة عملية إنسانية فهى نتاج إنسانى تختص الإنسان دون غيره من المخلوقات الأخرى وله قدرت وإمكانيات متختلفة والتى تميزه كتنمية أساليب التفكير السليم.


ثانيا الثقافة عملية مكتسبة يكتسبها الفرد ممن حوله فالفرد يولد عديم الثقافة ويكتسبها من خلال الخبرات التى يمر بها خلال عملية التنشئة الاجتماعية.


ثالثا الثقافة عملية متغيرة تتغير وتتحرك وتتطور إلى الأفضل فهى فى تغير مستمر والتغير الثقافى له أسباب متعددة قد يكون بسبب الظروف الطبيعية كالزلازل أو البراكين أو اكتشاف موارد طبيعية تؤثر على حركة الحياة فى المجتمع أو بسبب التغييرات التى يقوم بها الأفراد.


رابعا الثقافة عملية تكاملية اخترعها الإنسان لتلبية جميع حاجاته فهى توفر للأفراد أنماط  ثقافية جاهزة يمكنها إرضاء وتلبية تلك الحاجات وتزودهم بالوسائل التى تمكنهم من مواجهة المشكلات.


خامسا الثقافة عملية استمرارية تنتقل من جيل إلى آخر لتبقى مستمرة وفى تفاعل مستمر يميل نحو تشكيل نمط ثقافى متماسك يتميز بالاتساق بغض النظر عن مدى تطور المجتمع.


سادسا قابلة للانتقال لأنها تنتقل من جيل إلى جيل ومن مجتمع إلى آخر فهى قابلة للانتشار بين الأمم وقد ساعد على نقل الثقافة وانتشارها وسائل الاتصال المتعددة بين المجتمعات وعلى رأسها  اللغة.


سابعا تحدد أسلوب الحياة أى تحتم على أبنائها تبنى أسلوب معين تجاه ممارسات الحياة اليومية المقبولة.

 

عناصر الثقافة


يرى بعض العلماء أنه يمكن تقسيم الثقافة إلى قسمين:

العناصر المادية : ويقصد بها ما أنتجه الإنسان ويمكن اختباره بالحواس.

العناصر غير المادية : ويقصد بها قواعد السلوك والأخلاق والقيم والأعراف والعادات والتقاليد.


ويقسم رالف لنتون الثقافة فى علم الأنثربولوجيا إلى


أولا العموميات: وتتمثل فى القيم والمعتقدات والأفكار واللغة وأساليب الاحتفال فى المناسبات والسلوكيات التى توجد عادة لدى كل أعضاء المجتمع وتمنح هذه العموميات الثقافة طابعها العام الذى يميزها عن  الثقافات الأخرى وتساعد على تنمية روح الجماعة اللازمة لتماسك ووحدة المجتمع والعمل على تحقيق أهدافه.


ثانيا الخصوصيات: وهى عناصر ثقافية لا يشترك فيها جميع أفراد المجتمع لكن فوائدها مشتركة تعم الجميع وتنقسم الخصوصيات إلى

 خصوصيات طبقية: وهى سلوكيات لفئة أو مجموعة واحدة من المجتمع دون غيرها.

خصوصيات مهنية: وهى السلوكيات الخاصة بأشخاص من مهنة معينة مثل الأطباء والحرفيين. 

خصوصيات عقائدية:وهى تتعلق بتقديم الطقوس الدينية بطريقة مختلفة. 

 خصوصيات عنصرية: وهى ممارسة بعض الأقليات الموجودة فى المجتمع لتقاليد وقيم وعادات خاصة.


ثالثا البدائل أو المتغيرات : وهى طرق مختلفة لتبادل المواقف مثل الاختراعات التى تظهر فى ظل ثقافة معينة إذا انتشرت  فإنها تندمج فى خصوصيات الثقافة أو عمومياتها وإذا لم تنتشر فإنها تبقى على حالها أو تندثر.

 

 مفهوم التغير الاجتماعى والتغير الأسرى


المصدر
أشرف البهى،سوسيولوجيا الثقافة والشخصية، كلية الآداب ،جامعة دمنهور

تعليقات