التفاعلية الرمزية

مفهوم التماسك الأسرى ومقوماته

مفهوم التماسك الأسرى

 

مفهوم التماسك الأسرى هو أحد المفاهيم التى يصعب تعريفها بطريقة محددة فهو مفهوم متعدد الأبعاد والمستويات وفى علم الاجتماع يشير مصطلح التماسك إلى الرابطة التى تربط الأفراد الذين يتكون منهم المجتمع .

ويشير التماسك أيضا إلى زيادة العلاقات الإيجابية التى تدور فى المحيط الداخلى للجماعات وكلما كانت هذه العلاقات ضعيفة ضعف التماسك الداخلى لهذه الجماعات .

                  

ويشير مفهوم التماسك الأسرى إلى العملية التى تمثل الرابط بين البناء الأسرى والوظائف الاجتماعية الخاصة بالأسرة فهو نتيجة عمليات مختلفة تمر بها الأسرة وليس نتيجة مباشرة لموقف محدد من المواقف كما أنه ليس حالة دائمة أو ثابتة وإنما عملية ذات أبعاد مختلفة تشكلت وتكونت من واقع التفاعل الدائم بين أفراد الأسرة، وهو مفهوم اجتماعى نسبى بالنسبة لعوامل التغير وصلتها بالأسرة ومدى الارتباط الوظيفى فى الأسرة وقدرتها على التكيف.

 كما يمكن تعريف التماسك الأسرى بأنه قوة تتكون وتتألف بين جميع أفراد الأسرة وتقوم على التفاعل الإيجابى بينهم حيث يؤدى كل فرد من أفراد الأسرة دوره كاملا بطريقة تناسب وضعه فى الأسرة ،ويمكن القول أنه بالرغم من التعدد والتباين فى مفهوم التماسك الأسرى إلا أنه يستخدم كمصطلح بشكل عام لوصف الوضع الذى يرتبط فيه أفراد الأسرة بروابط اجتماعية مشتركة.

يمكن أيضا تعريف التماسك الأسرى على أنه الروابط العاطفية التى تجذب أفراد الأسرة لبعضهم البعض ويعرف بأنه تكامل السلوك نتيجة للعلاقات الإيجابية بين أفراد الأسرة التى تؤدى إلى التوافق فى الأهداف والمعايير والأدوار والتكيف مع أية تغيرات فى الأسرة.

مقومات التماسك الأسرى

 

يقوم التماسك الأسرى على عدة مقومات أساسية تتمثل فيما يلى: 

أولا المقوم البنائى:

 حيث يتطلب التماسك الأسرى وجود أسرة متكاملة البناء مكونة من زوج وزوجة وأبناء.

ثانيا المقوم الدينى:

 وهو أهم عنصر يؤدى إلى زيادة التماسك والوحدة بين أفراد الأسرة ويزيد من تماسكها الفكري والمعنوي والأخلاقي ويحفظها من التفكك والانحراف.

 

ثالثا المقوم العاطفى:

 ويكون ذلك من خلال المشاعر الإيجابية السائدة فى الأسرة والتى تربط بين جميع أعضائها تتمثل فى الحب والتقدير والاحترام فيما بينهم.

 

رابعا المقوم الاقتصادى:

 ويتمثل فى قدرة الأسرة على تلبية الاحتياجات المادية لأفرادها بحيث يشعر الفرد بالأمن والسعادة لإنتمائه لهذه الأسرة.

  

أبعاد التماسك الأسرى:

 

يعتمد التماسك الأسرى على عدة أبعاد تتمثل فى: 

توحد الهدف: وهذا يعنى أن الأسرة لديها أهداف تسعى إلى تحقيقها وهى أهداف يتطلب لتحقيقها التعاون والتوحد بين أعضاء الأسرة وهذا التوحد يعنى التماسك فى الرؤية والوسائل والاهتمامات والمصالح.

 

الاتفاق القيمى: حيث يعد الاتفاق القيمى أحد الأبعاد الرئيسية للتماسك الأسرى ويعنى مطابقة مواقف واتجاهات أعضاء الأسرة مع بعضهم البعض حول قيم ومعايير وعادات معينة توجه سلوكهم.

 

الدعم والمساندة: ويعرف بالشعور الإنسانى بوجود أشخاص من أعضاء الأسرة مقربين له ويقفون بجانبه عند حاجته إليهم بما يسهم فى وجود حالة الاستقرار والاستمرارية للنسق الأسرى فالأسرة المتماسكة هى الأسرة التى يسود فيها هذا الدعم والذى يقلل من شدة ضغوط الحياة التى يتعرض لها الفرد.

 

العلاقات والتجاذب العاطفى: وتشير إلى ارتباط أعضاء ببعضهم البعض وقضاء أوقات طويلة مع بعضهم البعض بالإضافة إلى ثقة كل فرد فى الآخر ،والتماسك الأسرى مرتبط بطبيعة العلاقات داخل الأسرة سواء علاقة الزوج والزوجة أو علاقة الأب والإبن أو علاقة الأم والبنت أو الأب بالبنت أو العلاقة بين الأخوة.

المسئولية: ترتبط حالة التماسك داخل الأسرة بمدى التزام كل فرد من أفراد الأسرة بالالتزام بالأدوار والمسئولية وتنفيذها حيث أن تحمل أفراد الأسرة لمسئولياتهم بشكل صحيح يجعل التماسك قويا.

 

والتماسك الأسرى له شروط من أهمها الوعى لدى الوالدين ومستوى التعليم وسيادة القيم الأخلاقية التى تشكل ركيزة العلاقات الاجتماعية السائدة فى المجتمع هذا إلى جانب ضرورة وجود حوار أسرى بين أفراد الأسرة.

العنف الأسرى 

نظرية النسق الأسرى

الأسرة تعريفها وخصائصها ووظائفها 

المصدر
حمدى على أحمد،محاضرات فى علم اجتماع الأسرة،كلية الآداب ،جامعة دمنهور