التفاعلية الرمزية

 الأسرة تعريفها وخصائصها وأنماطها ووظائفها الاجتماعية

أولا تعريف الأسرة وخصائصها

هناك تعريفات متباينة قدمت من كثير من الباحثين والمهتمين بدراسة الأسرة تتباين فى مضمونها بتباين المداخل التى يتبناها الباحث فى دراسة وتحليل الأسرة ويعرفها أوجيرن بأنها علاقة دائمة ومستمرة بين الزوج والزوجة بغض النظر عن وجود أولاد لهم وتقوم بمجموعة من الوظائف.

                           

وفى قاموس علم الاجتماع يعرفها فيرتشيد بأنها نظام اجتماعى رئيسى يعيش فيها رجل مع إمرأة أو أكثر فى علاقة جنسية مؤقتة أو دائمة يقرها المجتمع ويحدد هذا النظام الحقوق والواجبات الاجتماعية المعترف بها والوظائف والأدوار التى تقوم بها الأسرة .

ويعرف رينيه كوينج الأسرة بأنها جماعة من نوع خاص يرتبط أفرادها بعلاقة الشعور الواحد المتعاون والمترابط والمساعدة المتبادلة وتتميز العلاقات داخلها بالألفة والترابط .

ويعرفها بيرجس بأنها جماعة من الأشخاص تربطهم رابطة الزواج ويكونون بيتا واحدا ويتفاعلان مع بعضهم البعض فى إطار أدوار اجتماعية محددة وهم فى ذلك يحافظون على الثقافة المجتمع العامة.

أما ميردرك فيشير إلى الأسرة بأنها جماعة اجتماعية يباح داخلها الاتصال الجنسى بين البالغين ويحدث داخلها الإنجاب الشرعى للأطفال وهذه الجماعة مسئولة أمام المجتمع عن رعاية الأطفال وتنشئتهم وهى وحدة اقتصادية من ناحية الاستهلاك.

وهنا يمكن تصنيف تلك التعريفات إلى نوعين:

النوع الأول تلك التعريفات التى عرفت الأسرة بأنها جماعة حيث يمكن تحديد الأسرة وفقا لهذا النوع من التعريفات بأنها جماعة بيولوجية نظامية تتكون من رجل وامرأة يقوم بينهما رابطة زواجية مقررة تتميز بالألفة والمودة .

ويرتبط هذا النوع من التعريفات بالاتجاه التفاعلى فى علم الاجتماع وهو الاتجاه الذى يسعى إلى تفسير ظواهر الأسرة فى ضوء العمليات الداخلية مثل أداء الأدوار وعلاقات المكانة واتخاذ القرارت داخل الأسرة والتفاعل بين أعضائها.

النوع الثانى يتمثل فى التعريفات التى تنظر إلى الأسرة باعتبارها نظام اجتماعى أساسى له أهمية جوهرية فى بناء المجتمع وتحقيق متطلبات الوجود الاجتماعى وهذا النظام يشكل نسق من الأدوار الاجتماعية المترابطة ويحدد المعايير التى تتعلق ببناء وتنظيم العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة .

ويرتبط هذا النوع من التعريفات بالاتجاه البنائى الوظيفى فى علم الاجتماع وهو الاتجاه الذى ينظر إلى الأسرة باعتبارها نسق اجتماعى يتكون من أجزاء تترابط فيما بينها حيث يقوم كل جزء منها بوظيفة محددة تسهم فى بقاء واستمرار النسق أو قد تؤدى إلى خلل يعوق أداء النسق لوظائفه.

وهناك بعض السمات والخصائص المميزة للأسرة كجماعة تتمثل فيما يلى:

1- الأسرة هى أكثر الصور الاجتماعية ترددا فى المجتمع الإنسانى وتوجد فى كل المراحل التى مر عليها المجتمع لذلك فهى تتسم بالعمومية.

2- الأسرة هى علاقة زواج تقوم على روابط وأسس اجتماعية مقبولة تتكون من أشخاص يقيمون مع بعضهم فى مكان واحد وتوجد بينهم روابط الزواج والدم والتبنى وفقا للعرف السائد فى المجتمع.

3- تقوم الأسرة على الأساس العاطفى الذى ينشأ بين أعضاء الأسرة كما تتميز الأسرة بالتأثير العميق باعتبارها النظام الاجتماعى الرئيسى الذى يطبع الفرد بطابع خاص يلازمه طوال حياته.

4- الأسرة مؤقتة ودائمة فى نفس الوقت فهى مؤقتة لأنها لا تبقى إذا كنا نقصد أسرة بعينها حيث أنها تبلغ درجة معينة من النمو فى زمن وتنتهى وتحل محلها أسرة أخرى وهكذا ،وهى دائمة من حيث كونها نطاق موجود فى المجتمع الإنسانى فى كل مكان وزمان .

5- الأسرة وحدة من أشخاص متفاعلين كل منهم يقوم بدوره المحدد له من قبل المجتمع ويصاحب هذا التفاعل إشباع حاجات فيزيقية واقتصادية واجتماعية .

6- الأسرة تتميز بالحجم المحدد باعتبارها جماعة لا تنمو إلى ما لا نهاية بل تتوقف عن النمو عند حد معين كما أنها تتيمز بوضع فريد فى البناء الاجتماعى.

ثانيا الوظائف الاجتماعية للأسرة

يرى أوجست كونت أن للأسرة وظائف أساسية لا يمكن الاستغناء عنها تتمثل فى الوظيفة الأخلاقية بمعنى أن الأسرة تزود أفرادها بقواعد الآداب والسلوك العامة والعادات والتقاليد والعرف ومستويات الخير والشر أى المعنى العام للأخلاق ، والوظيفة التربوية أى تربية وتنشئة الأبناء وغرس القيم السائدة فى المجتمع ، والوظيفة الدينية وهى خاصة بالعبادات الدينية للأسرة.

وتتمثل أهم الوظائف التى تقوم بها الأسرة بوجه عام فيما يلى:

• وظيفة الإنجاب: فالأسرة هى الإطار الشرعى الذى يتم فيه إنجاب الأبناء وهى وظيفة ضرورية للمحافظة على الجنس البشرى ففى بقاء الجنس البشرى بقاء واستمرار المجتمع.

• الوظيفة الترفيهية: تقوم الأسرة بهذه الوظيفة من خلال استخدام وسائل الترفيه المختلفة داخل الأسرة.

• وظيفة الحماية والأمن : فالأسرة تقوم بتوفير الحماية والأمن النفسى لأفرادها.

• الوظيفة الاقتصادية: فالأسرة مسئولة عن توفير وإشباع الحاجات الأساسية اللازمة لأعضائها.

وظيفة التنشئة الاجتماعية: حيث تعد التنشئة الاجتماعية من الوظائف الرئيسية التى تقوم بها الأسرة فى مختلف المجتمعات مهما اختلفت طبيعة تلك المجتمعات حيث يتم من خلالها تنشئة أعضاء الأسرة وإكسابهم عادات وقيم  وتقاليد ولغة المجتمع والثقافة السائدة للمجتمع الذى توجد فيه الأسرة إلى جانب إعداد الأفراد لأداء أدوارهم فى المجتمع. 

ثالثا أنماط الأسرة

لا يقتصر مجتمع من المجتمعات على نمط واحد فقط من أنماط الأسرة فكل مجتمع يضم أكثر من نمط فى نفس الوقت وذلك فى ضوء الاختلافات الثقافية حيث أن العوامل الثقافية تتدخل فى تحديد حجم وشكل الأسرة ووظائفها كما أن طبيعة وثقافة المجتمع هى التى تحدد نمط الأسرة السائدة .

يمكن تصيف الأسرة من حيث الحجم إلى عدة أنماط تتمثل فى:

• أسرة نواة: وهو نمط سائد فى كثير من المجتمعات وتتكون هذه الأسرة من الزوج والزوجة وأبناء غير متزوجين.

• أسرة زواجية: هذا الشكل  ظهر كشكل من أشكال التطور للأسرة النواة وهو نمط يتكون من الزوج والزوجة والأبناء الصغار ولكن يميز البعض بينه وبين الأسرة النواة بأنه من الممكن أن يقيم مع الأسرة النواة أحد الأقارب مثل الأخ أو الأخت وذلك على العكس من الأسرة الزواجية.

• أسرة مركبة: ويكون فيها الزوج عضو فى أسرتين نوويتين.

• أسرة ممتدة: هذا النمط من الأسرة يتكون من ثلاثة أجيال أو أكثر حيث تضم الأسرة الأجداد وأبنائهم المتزوجين وغير المتزوجين والإقامة فى مكان واحد والانحدار من أساس واحد.

ويمكن تصنيف الأسرة من حيث السلطة داخل الأسرة إلى عدة أنماط تتمثل فى:

• أسرة أبوية: وهى شكل من أشكال التنظيم الأسرى يعتبر فيه الأب رئيس ومركز السلطة واتخاذ القرار داخل الأسرة وسلطته مطلقة ونهائية.

• أسرة متساوية السلطة: هذا النمط من أنماط الأسرة تتوزع فيه السلطة والقوة بالتساوى بين الزوج والزوجة حيث يتم تقسيم العمل بينهما والعلاقات بينهما تقوم على الديموقراطية.

• أسرة أموية: وهى نمط من أنماط التنظيم الأسرى تعتبر فيه الأم مركز السلطة والسيطرة داخل الأسرة وعادة ما تكون الأم هنا رب الأسرة.

كما يمكن تصنيف الأسرة من حيث الأصل والنسب فيما يلى:

• أسرة أبوية النسب: وهى شكل من أشكال الأسرة يتم فيه تحديد الأسماء والصفات والحقوق والواجبات من خلال خط الأب.

• أسرة ثنائية الانحدار : وهى شكل من أشكال الأسرة يجمع بين الخطين .

• أسرة أموية النسب : وهى نمط من أنماط الأسرة يتم فيه تحديد الأسماء والصفات والواجبات والحقوق من خلال خط الأم.

التماسك الأسرى

العنف الأسرى

مداخل دراسة الأسرة

المصدر:

حمدى على أحمد،محاضرات فى علم اجتماع الأسرة،كلية الآداب ،جامعة دمنهور