القائمة الرئيسية

الصفحات

مداخل دراسة الأسرة

 مداخل واتجاهات دراسة الأسرة


تعددت المداخل النظرية فى دراسة الأسرة ففى عام 1960 حدد هانسن خمسة مداخل لدراسة الأسرة كل منها يركز على جانب معين فى الأسرة ويأخذه كنقطة انطلاق عند البحث والدراسة تتمثل فى المدخل البنائى الوظيفى والمدخل التفاعلى والمدخل الموقفى  والمدخل التطورى والمدخل النظامى.


أما برودريك فقد حدد مداخل دراسة الأسرة فى المدخل التفاعلى والمدخل التطورى والمدخل البنائى الوظيفى ، وحدد روس أشلمان مداخل دراسة الأسرة فى البنائية الوظيفية ونظرية الصراع والنظرية التطورية والتفاعلية الرمزية ونظرية التبادل.


                 مداخل دراسة الأسرة

أولا المدخل البنائى الوظيفى:


ينصب تحليل الأسرة ودراستها فى إطار هذا المدخل على الأجزاء التى يتكون منها النسق الأسرى فى ارتباطها مع بعضها البعض من خلال التفاعل مع الاهتمام بكل جزء فى النسق باعتباره يؤدى وظيفة محددة فى النسق الكلى أو يعوقه.


كذلك يهتم المدخل البنائى الوظيفى بدراسة العمليات الداخلية فى الأسرة ووظائفها الاجتماعية والعلاقات التى تربط النسق الأسرى بالأنساق الخارجية.


وعند دراسة الأسرة وفقا لهذا المدخل يجب النظر إليها باعتبارها نسق اجتماعى له بناؤه الوظيفى ويركز هذا المدخل على العلاقات بين الأسرة والأنساق الاجتماعية الأخرى والعلاقات بين الأنساق الفرعية فى الأسرة والعلاقات فى الأسرة وبين الشخصين.


ويعتقد بارسونز أن التوازن والاستقرار هما الطبيعة المركزية للأسرة فالأسرة فى رأيه بمثابة نظام تندمج فيه نظم فرعية لا يمكن فهمها دون الرجوع إلى النظام الشامل .


وينظر هذا المدخل إلى الأسرة كنسق اجتماعى مكون من أجزاء يربط بينها التفاعل والاعتماد المتبادل فضلا عن التركيز على التفاصيل التى توضح الحياة اليومية للأسرة للتمكن من فهم علاقاتها المختلفة باعتبارها نسق اجتماعى متصل بالأنساق الأخرى.


كما يهتم هذا المدخل بتصنيف الأدوار داخل الأسرة من أجل تدعيم نظام الأسرة فى المجتمع وتحقيق التوازن داخل البناء الاجتماعى ككل، وفى إطار المدخل البناء الوظيفى هناك من يدرس الأسرة كمؤسسة داخل المجتمع الكبير وهناك من يهتم بالديناميات الداخلية للحياة الأسرية.


ثانيا النظرية التطورية:


يعتبر هذا المدخل من المداخل الحديثة فى دراسة الأسرة ويحاول تفسير الأسرة من خلال تداخل المتغيرات التفاعلية والنمطية والشخصية الفردية بهدف تفسير التغير فى أنماط التفاعل داخل الأسرة خلال دورة حياتها .


والأسرة وفقا لهذا المدخل هى نظام دينامى تتجد وتتغير فيه الأدوار مع تغير مراحل النمو التى يعيشها أفرادها والتغيرات فى دورة حياة الأسرة .


ويستند هذا المدخل إلى مفهوم أساسى هو " دورة حياة الأسرة" ذلك المفهوم الذى من خلاله يمكن إدراك أن مضمون الأسرة يختلف من حالة إلى أخرى حسب نوع المرحلة الزمنية ، فهذا المدخل يركز على التطور والتغير فى العمليات الداخلية فى الأسرة من جانب تحليلى مع الأخذ فى الاعتبار عامل الزمن .


وحاول الباحثون تحديد مراحل دورة حياة الأسرة فبعضهم يرى أنها تبدأ ببداية الحياة الزوجية وتنتهى بوفاة الزوجين أو أحدهما بينما يرى آخرون أنها تبدأ مع إنجاب أول طفل وتتنتهى ببلوغ الزوجين مرحلة متقدمة من العمر .


وهناك من يوسع دورة حياة الأسرة لتشمل مرحلة ما قبل الزواج والتى يتم فيها إعداد الذكور والإناث للأدوار الأسرية، وتؤثر كل مرحلة من مراحل دورة حياة الأسرة على حياة الأسرة من جوانب متعددة من حيث عمليات التنشئة والتفاعل.


ويهتم المدخل التطورى بدراسة العلاقة بين الأجيال حيث يمكن النظر إلى دورة حياة الأسرة من منظور جيلى يفرق فى الأسرة النووية بين جيلين وفى الأسرة الممتدة بين ثلاثة أجيال .


ثالثا التفاعلية الرمزية:


يركز هذا المدخل فى دراسة الأسرة على دراسة التنشئة الاجتماعية والشخصية والمعانى التى يضيفها الإنسان  على السلوك بالإضافة إلى دراسة الأدوار والعلاقات والتفاعل والسلطة.


ووفقا لهذا المدخل تحول الاهتمام بدراسة الأسرة من الاتجاه النظامى إلى التركيز على الأعمال الداخلية فى الأسرة والتفاعل بين أفرادها .


ووفقا للمدخل التفاعلى فالأسرة عبارة عن وحدة من الشخصيات المتفاعلة حيث يهتم هذا المدخل بالأمور الداخلية فى الأسرة فيركز على العلاقات بين أعضاء الأسرة  والأدوار ونمط اتخاذ القرار.


والأسرة فى إطار هذا المدخل وحدة من الفاعلين يعيشون فى بيئة رمزية خاصة وبيئة أخرى عامة وهى المجتمع المحيط بهم فلا يمكن دراسة الأسرة إلا فى ضوء المحددات الداخلية لسلوك أعضائها وتفسيرهم الخاص، فأدوار أفراد الأسرة تفهم بصورة مختلفة عن الفهم النظامى الذى يرسم حدود الدور فى إطار التوقعات النظامية للأدوار.


وتعتبر عملية التنشئة الاجتماعية محورا مهما فى التفاعلية الرمزية لما لها من أهمية فى التنظيم الأسرى حيث يرى هذا المدخل أن للأسرة دور أساسى فى تكوين ذوات أبنائها.


وتفترض التفاعلية الرمزية أن العالم الرمزى والثقافى يختلف باختلاف البيئة العرقية والطبقية واللغوية للأفراد ومن ثم يتم دراسة الأسرة من خلال الاهتمام بطبيعة الاختلاف الرمزى بين الزوج والزوجة وأثر هذا الاختلاف فى تحديد التوقعات الخاصة بأدوار كل منهما وعلى طبيعة التفاعل بينهما.


رابعا مدخل النسق الأسرى:


الأسرة وفقا لهذا المدخل هى نسق يتكون من وحدات متفاعلة ينتمى إلى بيئة أوسع تتدرج فى مستوياتها ، ويؤكد بوون على أن الأسرة هى أكبر من مجموع أجزائها وهى أنساق تتكون من أفراد متفاعلين ومستقلين ولا يمكن فهم الأفراد بمعزل عن بعضهم البعض ،ومن خلال نظرية النسق الأسرى فإن أعضاء الأسرة يقومون بتكييف سلوكهم بهدف تحقيق الثبات والتوازن فى نسق الأسرة.


والأسرة فى ضوء هذا المدخل هى نسق اجتماعى قائم يتكون من مجموعة أفراد فهى ليست مجرد مجموعة من الأفراد ، و كل مجموعة من الأفراد لا تكون أسرة ولكن كل أسرة تتكون من مجموعة من الأفراد الذين يتميزون بإطار مرجعى معين ولهم صفات اجتماعية وبيولوجية ونفسية مستمرة مع انتمائهم لأسرة معينة والذى بدوره ينعكس على طريقة تفاعلهم مع الحياة الاجتماعية.


العنف الأسرى

التماسك الأسرى

الأسرة تعريفها ووظائفها الاجتماعية


المصدر

حمدى على أحمد،محاضرات فى علم اجتماع الأسرة،كلية الآداب ،جامعة دمنهور.
القصاص، مهدى ،2008، علم الاجتماع العائلى.

تعليقات