القائمة الرئيسية

الصفحات

 

إميل دوركايم: النقابات والاتحادات


يعرض دور كايم فى مقدمته للطبعة الثانية من كتاب تقسيم العمل فى المجتمع لأهم الموضوعات التى تعتبر إسهاما حقيقيا فى نمو الدراسات للبناءات التنظيمية والسياسية بصفة خاصة وإلى علم الاجتماع بصفة عامة وهو موضوع النقابات أو الاتحادات المهنية فلقد حاول دوركايم أن يوضح نظريته السوسيولوجية العامة عن طريق تحليله ودراسته لموضوع النقابات والجماعات المهنية بصورة أكثر تركيزا وعمقا من أجل تحقيق هدفه الأساسى لدراسة الحقائق الاجتماعية أو ما يعرف بعلم الاجتماع لديه.


اميل دوركايم
 


عند تناول دوركايم ودراسته للجماعات الوظيفية استخدم عدة مفاهيم تكاد تكون مترادفة مثل الاتحادات والجماعات المتضامنة والتنظيمات أو المؤسسات النظامية والنقابات أو الاتحادات النقابية تلك المفاهيم التى تستخدم فى التحليلات التنظيمية والسياسية حتى يومنا هذا من قبل علماء الاجتماع السياسى والتنظيمى والتى حاول دوركايم أن يوضحها فى ضوء تحليلاته عن الجماعات النقابية المهنية للتعرف على حقيقة تعريفاتها ومعناها وأنواعها المختلفة وتطورها التاريخى ووظائفها فى المجتمع باعتبارها من البناءات التنظيمية والسياسية التى تشكل الواقع السياسى والاجتماعى وترتبط بالقواعد الأخلاقية المعيارية وبأنساق النظام الاجتماعى العام مثل أنساق السلطة والشريعة والقوة والتنظيم السياسى.


حاول دوركايم أن يركز فى تحليلاته على النقابات المهنية ونقابات الطبقات الوسطى واتحادات أصحاب العمل التى تراعى كل منهم مصالحها بالطرق السلمية والقانونية وتجنب وضع تصور فكرى ولو مبدئى لوجود النقابات الثورية للطبقات العاملة، ويرى دوركايم أن هناك عدة وظائف هامة تقوم بها الاتحادات والنقابات المهنية هى


أولا وضع التشريعات الصناعية واعتبارها القانون الداخلى للتنظيم الصناعى والذى يجب أن يتلاءم مع القواعد القانونية العامة للدولة.

ثانيا يجب أن تعمل النقابات على توفير بعض المستلزمات المالية من أجل مساعدة أعضائها وتقديم الخدمات العامة لهم وخاصة فى الظروف التى لا تسمح إمكانات الدولة لتحقيقها.

ثالثا تنظيم المفاوضات والمناقشات حول طبيعة العمل ووضع كافة الإجراءات وخلق الوظائف المتخصصة.

رابعا يجب أن تكون وظيفة الاتحادات المهنية أكثر منها وظيفة عامة باعتبارها مصدر للحياة الجمعية فتشجع على تحقيق المزيد من التضامن الاجتماعى والتجانس الأخلاقى والفكرى للأعضاء.

خامسا العمل على كافة أنواع الضمان أو الأمن الاجتماعى والمساعدات العلمية والفنية وتعليم الكبار وتقديم النشاطات الرياضية والترفيهية.

وتناول دوركايم قضية هامة وهى العلاقة بين الاتحادات والنقابات المهنية والدولة وإلى أى حد تتدخل كلا منها فى شئون الأخرى ويوضح دوركايم هذه القضية بتصوره عن دور الاتحادات والجماعات المهنية التى تتركز بالدرجة الأولى حول طبيعة الاهتمام برعاية مصالح أفرادها وخلق الشعور الجمعى وتحقيق التضامن الاجتماعى بينهم ،وأيضا تتركز مهمة الاتحادات فى وضع الضوابط والقيود واللوائح التنظيمية والتشريعية التى تحكم علاقتها بأفرادها وتنسيق ذلك مع التنظيم الأكبر وهو الدولة.


دوركايم والانتحار 

دوركايم : الفرد والمجتمع


 

المصدر
عبدالرحمن،عبدالله محمد،الفكر الاجتماعى رؤية سوسيولوجية ،مطبعة البحيرة 

تعليقات