نظرية الدور: إسهامات بارسونز وفيبر
إسهامات تالكوت بارسونز
قدم بارسونز عدة إضافات لتطوير نظرية الدور فى كتابه "النسق الاجتماعى" والتى تتمثل فيما يلى:
أولا يعتقد بارسونز بأن الفرد لا يشغل دورا واحدا فى المجتمع بل يشغل عدة أدوار وتوجد هذه الأدوار عادة فى نظم ومؤسسات المجتمع المختلفة وأن الدور الواحد الذى يشغله الفرد ينطوى على مجموعة من الواجبات والحقوق.
ثانيا تختلف الأدوار فى المؤسسة الواحدة حيث توجد أدوار قيادية وأدوار وسطية وأدوار قاعدية وعلى الرغم من اختلاف الأدوار فإنها متكاملةحيث كل دور يكمل الآخر فى المؤسسة الواحدة.
ثالثا يمكن تحليل النسق الاجتماعى إلى مجموعة مؤسسات ويمكن تحليل المؤسسة الواحدة إلى أدوار اجتماعية ويمكن تحليل الدور الواحد فى المؤسسة إلى واجبات وحقوق اجتماعية.
رابعا يحدث الصراع بين الأدوار عندما تطلب المؤسسات من الفرد الواحد الذى يشغل فيها أدوارا مختلفة القيام بمهام وواجبات فى نفس الوقت ولا يستطيع الفرد القيام بذلك للتضارب بين الأوقات أو بسبب قدرات الفرد المحدودة.
ويعتقد بارسونز أيضا أن الوحدة الأساسية للنسق والتفاعلات المحيطة به هى الدور لأن كل فاعل اجتماعى يتميز بدور وظيفى يحدد واجباته وحقوقه وعلاقاته الاجتماعية أى يحدد سلوكه الفردى والجماعى لكن سلوك الفاعل يتم تحديده من خلال المعايير الأخلاقية المشتركة التى يؤمن بها الجميع حيث أن الفرد منذ بداية حياته يتم تدريبه على الأدوار الاجتماعية من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية هذه الأدوار تحدد وضعه الاجتماعى وتساعد الآخرين على فهم سلوكياته والتنبؤ بها ،وإذا قام الفرد بأدواره وتصرف بما يتفق مع معاييرها السلوكية والأخلاقية يكون قد نجح فى سد حاجاته وتلبية طموحاته القريبة والبعيدة فى نفس الوقت يكون قد نال رضا وقبول المجتمع له.
إسهامات ماكس فيبر:
اهتم فيبر بالدور الاجتماعى أكثرمن اهتمامه بأى موضوع آخر حيث يعرف علم الاجتماع فى كتابه "نظرية التنظيم الاجتماعى والاقتصادى" بالعلم الذى يفهم السلوك الاجتماعى ويفسره ويعنى فيبر بالسلوك الاجتماعى أى نشاط أو حركة يقوم بها الفرد والتى تكون لها علاقة مباشرة بوجود الأفراد الآخرين فى المجتمع علما بأن سلوك الفرد يعتمد على ثلاثة شروط رئيسية تتمثل فى:
أولا وجود الدور الذى يشغله الفرد والذى يحدد طبيعة السلوك الذى يقوم به الفرد.
ثانيا استخدام الرموز الكلامية واللغوية والسلوكية المتعارف عليها من قبل الأفراد عند القيام بالسلوك.
ثالثا وجود علاقة اجتماعية تربط شاغل الدور بالآخرين عند القيام بالسلوك.
السلوك الذى يقوم به شاغل الدور يأخذ ثلاثة أشكال هى:
أولا السلوك الاجتماعى الانفعالى وهو الحركة أو النشاط الذى يقوم به شاغل الدور عندما تكون غايته غير أخلاقية وغير عقلية كالسرقة والقتل.
ثانيا السلوك الاجتماعى المثالى العقلانى وهو الحركة أو النشاط الذى يقوم به شاغل الدور عندما يكون هدفه أخلاقي وعقلاني.
ثالثا السلوك الاجتماعى التقليدى وهو الحركة أو النشاط الذى يقوم به شاغل الدور عندما يكون السلوك مستمدا من عادات وتقاليد كالسلام والتحيات والمناسبات الوطنية والاحتفالات الدينية.
ومن بين الإضافات الأخرى التى قدمها ماكس فيبر لنظرية الدور توقع السلوك من معرفة الدور الاجتماعى للفرد حيث من خلال معرفة دور الفرد يمكن التنبؤ بسلوكه اليومى.
المرجع
الحسن، احسان محمد،2015،ط3، النظريات الاجتماعية المتقدمة، دار وائل للنشر، عمان.
تعليقات
إرسال تعليق