الصراع التنظيمى : تعريفه، مستوياته، مراحله
أولا تعريف الصراع التنظيمى
يمكن تعريف الصراع التنظيمي على أنه تضارب وتعارض رغبات معينة داخل الفرد أو تعارض بين فرد وآخر أو بين مجموعة من الأفراد وأخرى نتيجة لعدم وجود توافق حقيقي لرغبات الفرد أو لأهداف الأفراد والمجموعات أو نتيجة عدم الاتفاق على وسيلة تحقيق هذه الرغبات والأهداف مما يخلق حالة من عدم التكافؤ بين الأهداف الأساسية للأطراف المتنازعة.
أيضا يعرف كل من سيمون ومارش الصراع التنظيمي بأنه عملية تعطيل في آلية اتخاذ القرار بحيث يمارس فرد أو مجموعة معينة صعوبة في اختيار بديل معين .
ويعرف وليامز الصراع التنظيمي بأنه رد فعل جسدى ونفسى صادر عن الفرد نتيجة مواقف داخلية أو بيئية لا يستطيع السيطرة عليها ومواجهتها أو التعامل معها .
والصراع يعبر عن نمط من أنماط التفاعل الاجتماعي الذي ينشأ بين وحدات تنظيمية أو بين أفراد أو بين أفراد عاملين والإدارة تتضارب فيه المصالح وتتباين فيه أهداف الأطراف مما يخلق لديها القدرة على الإضرار ببعضها البعض وخلق حالة من عدم التوازن في شكل العلاقة .
كما يعرف الصراع التنظيمى بأنه شكل من أشكال التفاعل ينتج عنه اختلاف فى القيم والآراء وعدم التوافق في الممارسات والأنشطة ،وهناك تعريف يشير إلى أنه ظاهرة سلوكية مستمرة تحدث على مستوى الفرد والجماعة والمنظمة تحدث تأثير سلبى أو إيجابى على طبيعة العلاقات التفاعلية بين الأطراف المتنازعة وعلى مدى القدرةعلى تحقيق الأهداف والمصالح .
ثانيا مستويات الصراع التنظيمى
1- الصراع على مستوى الفرد:
يحدث هذا النوع من الصراع بين الفرد وذاته وينعكس أثره فى سلوك الفرد وعلاقاته في العمل وفي تحقيق أهداف المنظمة التي هو عضو فيها نتيجة تناقضات الفرد مع أهدافه أو تعارض الفرد مع الأدوار التي يؤديها داخل العمل ، كما يحدث هذا الصراع عندما يجد الفرد نفسه مضطرا لاختيار بديل يتعارض مع أهدافه وقيمه وتوقعاته.
ويتمثل هذا النوع من الصراع فى صراع الهدف والذى يحدث عندما يواجه الفرد الاختيار بين هدفين أو أكثر وعندما يكون للهدف المراد تحقيقه جوانب إيجابية وسلبية في نفس الوقت .
وصراع الدور يحدث نتيجه التناقض والاختلاف في الأدوار التي يتوقع من الفرد القيام بها في موقف معين أو أن يشعر الفرد أن حاجاته لا يمكن إشباعها من خلال الجماعة.
2- الصراع على مستوى المنظمات:
قد يحدث الصراع بين الوحدات الإدارية المختلفة داخل المنظمة الواحدة على اختلاف مستوياتها نتيجة أسباب تنظيمية وتعارض الأهداف أو عدم وضوح حدود السلطة والمسئولية وغيرها من الأسباب.
وقد يمتد الصراع ليشمل علاقة التنظيم ببيئته الخارجية فيحدث في الحالات التي تتصارع فيها المنظمات مع أطراف خارجية متعددة قد يتعلق الأمر بالمنافسين أو بالموردين أو بالمستهلكين أو قد يمتد إلى جهات حكومية.
3- الصراع على مستوى الأفراد أو الجماعات
ويشمل هذا النوع من الصراع أطراف عديدة وقد يحدث بين الأفراد أو بين الجماعات أو بين الأفراد والجماعات فى نفس المستويات التنظيمية وذلك نتيجة اختلاف الأدوار والإتجاهات والقيم الشخصية والأهداف ومن أمثلة هذا النوع الصراع بين العاملين أو الصراع بين المدير والعاملين .
ثالثا أسباب الصراع التنظيمى
لكل ظاهرة اجتماعية أسباب أدت لحدوثها ولتفسير ظاهرة الصراع التنظيمى يجب معرفة أسبابها ولقد حدد كاتز وكان نوعين من الأسباب أسباب عقلانية وأسباب غير عقلانية حيث تنشأ الأسباب العقلانية نتيجة التباين في الأهداف أما الأسباب غير العقلانية للصراع تنشأ نتيجة العدائية في السلوك وتحريف المعلومات.
ويرى كل من أنتونى وهوج أن الأسباب التي تؤدي إلى الصراع تتمثل في التغيرات التي تحدث في الصلاحيات أو المراكز والأدوار والأهداف كما قد تكون نتيجة التداخل في العمل.
وهناك من يحدد الأسباب التى تؤدى إلى الصراع فيما يلى:
1- مشكلات الاتصال الإدارية : ترجع معظم المشكلات إلى عدم وضوح خطوط وقنوات الاتصال أو سوء الفهم حيث يقلل الاتصال الجيد من المخاطر ويساعد المنظمات الإدارية على تجنب العقبات التى قد تواجه عمليات الاتصال .
2- تباين الأهداف : حيث أنه من المصادر الرئيسية للصراع فكلما زادت حدة المنافسة بين العاملين فى الأقسام ذات الأهداف المختلفة كلما تعرضت المنظمة لظاهرة الصراع بدرجة عالية ، والصراع النظيمى قد يزداد وفق درجة الولاء والقيم التى يؤمن بها أعضاء المنظمة.
3- معوقات تنظيمية : وتتمثل فى ضعف الهياكل التنظيمية أو عدم وضوح الواجبات والاختصاصات المحددة لكل وظيفة وما قد يظهر نتيجة غياب إدارة المعلومات.
4- التنسيق فى العمل بين الجماعات : حيث أن تنسيق العمل بين الجماعات من أهم مصادر الصرع التنظيمى الرئيسية وتنسيق العمل يتمثل فى تحديد المسؤوليات والواجبات والصلاحيات وتحديد الأدوار بشكل واضح لتجنب الصراع.
5- المعوقات والمشكلات البيئية المتمثلة فى عدم وجود بيئة عمل صحية أو اللغة المستخدمة وضعف أجهزة الاتصال المستخدمة مما ينتج عنه سلوكيات عشوائية وتدنى الإنتاج.
6- درجة الاستقلال الوظيفى : غالبا ما يؤدى الاعتماد بين الأقسام المختلفة إلى حدوث الصراع وكلما زادت درجة استقلال الأقسام عن بعضها البعض قل احتمال حدوث الصراع.
وهناك من يحدد أسباب الصراع التنظيمى على النحو التالى:
أسباب شخصية تتمثل فى :
- عدم رغبة الشخصيات الانعزالية فى التعاون الجماعى.
- عوامل نفسية تتمثل العدوانية والغيرة وسوء الأخلاق المهنية.
- اختلاف المستويات التعليمية والاجتماعية بين العاملين وتعددية المرجعيات الأيديولوجية واختلاف الثقافة.
أسباب تنظيمية تتمثل فى:
- سوء الظروف النفسية والفيزيقية والاجتماعية التى يعيشها العمال.
- التعارض بين الأهداف العامة للمنظمة والأهداف الخاصة بالأفراد العاملين.
- عدم العدالة فى تقييم أداء الأفراد وتفاوت شروط منح المكافآت.
- المستويات التنظيمية المتعددة والموارد غير الكافية لأداء المهام بفعالية.
- ضعف التنسيق بين مهام الوحدات الفرعية والاختلاف بينها فى دقة وسرعة إنجاز العمل .
- غموض المهام وعدم وضوح الأدوار والتداخل فى الصلاحيات ومن ثم حدوث ازدواج فى الأعمال.
رابعا مراحل الصراع التنظيمى:
الصراع التنظيمى عملية ديناميكية تمر بعدة مراحل تتمثل فيما يلى:
1- الصراع الضمنى : وتعبر تلك المرحلة عن حالة عدم الرضا عن الوضع الراهن والصراع الضمنى يأخذ عدة أشكال سلوكية تتمثل فى السلوك الذى يهدف إلى التمايز ، والسلوك التنافسى الذى ينشأ بين الأفراد بهدف التنافس ، والسلوك الذى ينشأ نتيجة انحراف سلوك الأفراد عن تحقيق الهدف الرئيسى والاتجاه نحو أهداف ثانوية.
2- الصراع المدرك : فى هذه المرحلة ينتقل الصراع إلى المستوى الإدراكى حيث يبدأ أطراف الصراع بملاحظة وإدراك وجود الصراع وتلعب المعلومات هنا دور مهم فى تغذية صوره ومدركاته.
3- الصراع المحسوس : فى هذه المرحلة يتولد التوتر الفردى أو الجماعى الذى يشجع على الصراع ويتولد شعور وانفعال عاطفى لدى أطراف الصراع ويسعى كل طرف للفوز حتى لو على حساب الأهداف العامة للمنظمة وهنا تتضح معالم وأسباب الصراع .
4- الصراع المعلن : فى هذه المرحلة يأخذ الصراع الشكل العلنى فى السلوك ويسعى كل طرف لحماية مصالحه وإعاقة أهداف الطرف الآخر مما يعيق تكيف المنظمة مع بيئتها .
5- الصراع المفتوح : بعد تطور الصراع من المرحلة الضمنية إلى المرحلة العلنية تتضح طبيعة العلاقة بين الأطراف المتصارعة وقد تتخذ هذه العلاقة طبيعة سلمية تتوصل فيها الأطراف إلى حلول مرضية لجميع الأطراف أو تسود حالة عدم الرضا ويتطور الصراع ويتفاقم .
مدخل النسق الاجتماعى الفنى فى دراسة التنظيم
تعليقات
إرسال تعليق