تحديد مشكلة البحث الاجتماعى ومصادرها
أولا تحديد مشكلة البحث الاجتماعى
بعد اختيار مشكلة البحث يجب تقديم هذه المشكلة فى عبارة واضحة لأن ذلك يسهم فى توضيح هدف البحث والوصول إلى نتائج كافية وتفسيرها هذا إلى جانب تقسيم المشكلة الأساسية إلى مجموعة من المشكلات الفرعية والتعبير عن كل منها فى شكل تساؤل أو فرض.
عرض
مشكلة البحث فى عبارة واضحة
وهذا يتطلب أن يفهم الباحث مشكلة بحثه بوضوح وأن يعبر عنها بجمل بسيطة وواضحة قدر الإمكان حتى يتمكن جميع الأفراد من قراءتها وفهمها ومن أجل تسهيل إيصال مضمونها إلى غير المهتمين .
وأن تكون العبارة مختصرة يتم اختيار كلماتها بعناية والابتعاد عن التعبيرات غير المكتملة التى لا معنى لها وأن يحسن الباحث استخدام أدوات توضيح اللغة مثل الفاصلة والنقطة وغيرها.
تقسيم المشكلة الأساسية إلى مشكلات فرعية
إن المشكلة الرئيسية التى يتعامل معها الباحث تتضمن عناصر فرعية تعرف بالمشكلات الفرعية وأن حل هذه المشكلات الفرعية واحدة تلو الأخرى هو الذى يمهد الطريق نحو حل المشكلة الأساسية للبحث .
وتمكن هذه المشكلات الفرعية الباحث من النظر إلى المشكلة الأساسية نظرة أكثر شمولية على أن تكون كل مشكلة فرعية مستخلصة من المشكلة الأساسية قادرة على الوقوف بشكل مستقل باعتبارها مشروع فرعي منفصل فى إطار الهدف الأكبر للبحث مع تجنب التمادى فى تقسيم المشكلة الرئيسية إلى أكثر من عدد محدود .
توضيح المسلمات
إن القضية التى تعبر عن مشكلة البحث ومشكلاته الفرعية تستند إلى مجموعة من المسلمات الأساسية والتى بدونها لا يكون لهذه المشكلات وجود والمسلمات هى ما يفترضه الباحث جدلا دون الحاجة إلى دليل، ومعرفة ما يسلم به الباحث يعد أمر ضروري لمتابعة دراسة المشكلة وتقييم ما يترتب على هذه المسلمات من نتائج.
تعريف المصطلحات
يستخدم الباحث عدد من المفهومات والمصطلحات للتعبير عن مشكلة بحثه وبدون فهم معنى كل مصطلح أو مفهوم منها لا يمكن تقييم البحث .
وتعتبر المفهومات من أكثر الرموز أهمية لما تنطوى عليه من لغة الفكر الإنسانى فى أى مجال من مجالاته ، ولمعرفة المفاهيم والمصطلحات المستخدمة فى التعبير عن مشكلة البحث لابد من معرفة تعريفاتها وتطبيقاتها.
وهناك نوعين من التعريفات هما
التعريفات الاسمية والتعريفات الإجرائية ، تستخدم التعريفات الاسمية فى الحالات التى
تكون فيها الكلمة المقصودة مرادفة لتعبيرات محددة أخرى أما التعريف الإجرائى
فيتمثل فى تعيين الأبعاد التى يمكن قياسها وملاحظتها فى التعرف على معنى المصطلح المحدد.
صياغة الفروض
أى صياغة مشكلة البحث فى صورة فرض أو فروض تساعد فى الوصول إلى حل لها وتحديد الاتجاه الذى يسير فيه البحث بحثا عن الوقائع.
والفروض هى تخمينات يضعها الباحث لمساعدته فى تنظيم أفكاره للوصول إلى حل لمشكلة بحثه، وقد يعبر عن المشكلات الفرعية للبحث فى شكل فروض ويجب تقديم المشكلات الفرعية والفروض بطريقة توضح العلاقة بين بعضها البعض مع مراعاة الشروط المنهجية فى صياغة الفروض العلمية.
ثانيا مصادر مشكلات البحث الاجتماعى
توجد بعض المصادر التى يمكن للباحث أن يستمد منها مشكلات بحثه من أهمها
الخبرات الفردية والعلمية 1-
تعتبر الخبرات العلمية والفردية التى يتمتع بها الباحث فى مقدمة
المصادر التى تمده بمشكلات البحث الاجتماعى وكلما ازدادت هذه الخبرات وتدعمت
بالممارسة والملاحظة لمواقف الحياة الاجتماعية المختلفة كلما توفر للباحث مصدرا
خصبا لمشكلات البحث الاجتماعى لا يتوفر لغيره من الباحثين الأقل فى الخبرة بهذه
المجالات، هذا بالإضافة إلى مخالطة الباحثين فى نفس التخصص فى المناسبات العلمية
والمؤتمرات والاضطلاع المستمر ومتابعة آخر التطورات فى ميدان التخصص.
2- القدرة على التخمين
تعد القدرة على الحدس والتخمين مصدر أساسي لاشتقاق الفروض العلمية والتى لا تخرج عن كونها مجرد تخمينات أو حلول مقترحة أو تفسيرات تحتاج إلى اختبار ودراسة وبالتالى تعد مصدر مهم للباحث لتحديد مشكلة بحثه.
3- نتائج البحوث الاجتماعية السابقة
ينطوى ميدان التخصص فى علم الاجتماع على عديد من الفروع التى تزايد فيها البحث وانتهت إلى نتائج كثيرة والتى يمكن اعتبارها مصدرا مهما لمشكلات البحث الاجتماعى.
4- القيم والاهتمامات والميول الشخصية
تنمو لدى الباحث استنادا إلى خبراته الفردية والعلمية مجموعة من القيم الخاصة والاهتمامات والميول الشخصية التى تثير بدورها مجموعة من مشكلات البحث الاجتماعى وبالتالى تعد مصدرا خصبا لمشكلات البحث الاجتماعى.
5- الكتابات التاريخية والأدبية
إن الكتابات التاريخية والأدبية وما تزخر به من أعمال تاريخية وأدبية قد تمد الباحث بأفكار عديدة تشير إلى متغيرات هامة فى مواقف الحياة
الاجتماعية المختلفة والتى تستدعى البحث والدراسة هذا إلى جانب التساؤلات
والمشكلات التى تم طرحها والتى تثير البحث الاجتماعى .
6- النظريات الاجتماعية
يكمن هذا المصدر لمشكلات البحث الاجتماعى فى التساؤلات التى قد تثيرها القضايا النظرية المتراكمة من قبل ولهذا النوع من التساؤلات والمشكلات أهميته ودلالته بالنسبة لميدان التخصص كنظام فكرى لأنه يسهم فى تنميته وتطويره وفيما يتعلق بمشكلات البحث المستقاة من النظرية ،قد يكتفى الباحث بأن ينتقى فرض واحد أو نتيجة عامة أو تعميم من نطاق نظرية من نظريات العلم الذى يتخصص فى دراسته ويحاول أن يجعل منه مشكلة لبحثه ويجتهد فى التحقق من صحته أو عدم صحته.
7- النظم والعمليات الاجتماعية
قد يختار الباحث مشكلة بحثه من مجال النظم والعمليات الاجتماعية وذلك
بهدف التعرف على الكيفية التى تعمل بها هذه النظم والميكانيزم الذى يحكم هذه
العملية أو تلك التى فى المجتمع أو داخل أى إطار اجتماعى آخر ومن أمثلة النظم
الاجتماعية الأسرة والطبقات والتدرج الاجتماعى وغيرها ومن أمثلة
العمليات عمليات التغير الاجتماعى والتكيف والتنافس والصراع وغيرها.
8- المجتمعات المحلية
قد يختار الباحث مشكلة بحثه من مجال المجتمعات المحلية أو يجعل بحثه
يركز حول مجتمع محلى معين ككل أو قد يجعل الباحث مشكلة بحثه مقتصرة على دراسة
النظم الاجتماعية أو العمليات المختلفة التى توجد فى مجتمع محلى معين ، كأن يهتم
الباحث بدراسة نظام الأسرة فى الريف أو الحضر من حيث أنماطه ووظائفه ومشكلاته وغيرها.
تعليقات
إرسال تعليق