الاتجاه الكمى فى علم الاجتماع
يعتبر الإحصاء من أهم ركائز الاتجاه الكمى فى علم الاجتماع حيث أن الإحصاء هو العلم الذى يبحث فى طرق وأساليب جمع وتحليل البيانات بهدف الوصول إلى المعرفة المبنية على أسس رقمية عن المجتمعات محل الدراسة والتعبير عن النتائج بلغة مبسطة مختصرة تتميز بالدقة وسهولة العرض من خلال التعبير الكمى والإستعانة بالرموز والرسوم البيانية والجداول والمعادلات الرياضية .
وتساعد الإحصاء فى حصر مجال التفكير وتسهيل إجراء المقارنات وإخضاع النتائج لخطوات عديدة من التحليل الإحصائى والذى يؤدى إلى إبراز العوامل الرئيسية فيها ويتميز التحليل الإحصائى بالترتيب والتنظيم مما يسهل دائما العودة إلى البيانات الأولية التى تم أخذ الرموز النهائية منها والتى تكون غالبا ذات معان مبنية على تجمع سلسلة من الخطوات الإحصائية .
هناك العديد من الفوائد التى يجنيها الباحث من الطرق الإحصائية تتمثل أهما فيما يلى:
1- تساعد الباحث على إعطاء أوصاف على جانب كبير من الدقة العلمية ودقة الوصف تحتاج دائما إلى اختبار مدى ثبات النتائج التى حصل عليها الباحث فالوصول إلى النتائج دون التحقق من ثباتها لا يكفى عادة كأساس يعتمد عليه فى تغيير الحقائق وتحقيق الفروض.
2- يساعد الإحصاء الباحث فى تلخيص النتائج فى شكل مناسب مفهوم لأن البيانات التى يجمعها الباحث لا تعطى صورة واضحة إلا إذا تم تلخيصها فى معامل أو رقم أو شكل توضيحى.
3- الإحصاء يساعد الباحث على استخلاص النتائج العامة من النتائج الجزئية وتحديد درجة احتمال صحة التعميم الذى توصل إليه.
4- يمكن للباحث من خلال الإحصاء التنبؤ بالنتائج التى يحتمل الحصول عليها فى ظروف خاصة.
5- يساعد الإحصاء الباحث فى تنظيم خطوات البحث والدقة فى وصف وتحديد المشاهدات مثل التعبير عن المتوسطات وعن العلاقات التى تربط الوحدات المختلفة.
6- عندما يهدف الباحث إلى تحديد أثر عامل خاص دون غيره من العوامل فالإحصاء يساعده على فصل العامل الخاص عن العوامل المحتملة وتحديد أثره بشكل منفصل والتخلص من أثر العوامل الأخرى التى لا يستطيع تجنبها فى بحوثه.
تهدف الطرق الإحصائية إلى توضيح البيانات التى يجمعها الباحث ووصفها بدقة حيث تتطلب أن يجمع الباحث بيانات على مستوى كبير من الدقة العلمية ،وقد يستخدم الباحث الاستبيان لجمع بياناته أو يعتمد على بيانات قد جمعت من قبل لأغراض أخرى فيستخدمها فى بحثه ،وبعد ذلك يقوم الباحث بتصنيف بياناته إلى أنواع وحساب النتائج والنسب المئوية والمعاملات المختلفة التى تساعده على تأييد أو رفض الفروض واستنتاج النتائج ثم تفسيرها.
تعتبر عملية جمع البيانات عن الظاهرة محل الدراسة أحد أسس العمل الإحصائى التى لها أهمية خاصة فى أى دراسة علمية منظمة ويجب عند جمع البيانات التأكد من أن البيانات التى سيتم جمعها ضرورية ومتوفرة ويمكن الحصول عليها ، وهناك عدة خطوات يجب أن يأخذها الباحث بالاعتبار قبل البدء فى جمع البيانات وتتمثل فى:
2- الاتفاق على وحدة القياس التى سوف تستخدم فى عملية جمع البيانات.
3- تعيين المتغيرات التى سوف تتناولها عملية القياس والحصر.
4- حصر المصادر التى يمكن الاعتماد عليها فى الحصول على البيانات.
5- تحديد الطريقة التى سوف تتبع فى جمع البيانات والمعلومات.
مصادر جمع البيانات:
1- المصادر المباشرة : تتميز البيانات التى يتم الحصول عليها من المصادر المباشرة بأنها بيانات أولية يعتمد الباحث على نفسه فى جمعها وتحليلها ويلجأ الباحث إليها عندما تتطلب الدراسة الحصول على بيانات غير منشورة ويعتمد الباحث فى جمع البيانات من المصادر المباشرة على أحد أسلوبين أسلوب الحصر الشامل أو أسلوب المعاينة وتتميز البيانات التى يتم الحصول عليها من المصادر المباشرة أنه يمكن تحديد درجة الدقة وحدود الثقة فيها عند تحليل البيانات كميا مما يساعد على استخلاص نتائج موثوق فيها.
2- المصادر غير المباشرة : ويقصد بها البيانات غير الأولية التى تم تبويبها وتصنيفها بواسطة آخرين أو مثل ما تنشره الجهات الحكومية ويلجأ إليها الباحث فى حالة وجود صعوبات تواجه عملية جمع البيانات من مصادرها الأولية ويؤخذ على البيانات التى يتم الحصول عليها من المصادر غير المباشرة صعوبة تحديد درجة الدقة والثقة فيها.
ويمكن تصنيف البيانات إلى:
1- البيانات الاسمية: وتشمل قياسات خصائص الظاهرة محل الدراسة وتسمى أيضا بالبيانات التصنيفية لأنها تصنف المتغيرات على أساس خصائصها كأن يعطى الباحث رقم (1) للإناث ورقم (2) للذكور.
2- البيانات الترتيبة : وتعرف بالبيانات المرتبة فى فئات وفقا لخصائص معينة عن طريق إعطاء القيم الأصلية للمتغيرات رتبا أو أرقام تصاعدية أو تنازلية.
3- بيانات الفترة : تعكس بيانات الفترة القيم الأصلية للظاهرات كأعمار السكان وهناك بعض الاختبارات الإحصائية التى تتطلب أن تكون البيانات من نوع بيانات الفترة مثل تحليل التباين وتحليل الانحدار ومعامل الارتباط.
المراجع
ناجى بدر إبراهيم، الأساليب الكمية فى علم الاجتماع، كلية الآداب، جامعة دمنهور
تعليقات
إرسال تعليق