مفهوم دراسة الحالة وخصائصها ووسائل التحليل
أولا مفهوم دراسة الحالة
تعتبر دراسة الحالة من أقدم وأهم
الطرق التى استخدمت فى البحث الاجتماعى لوصف وتفسير الخبرات الشخصية والسلوك
الاجتماعى واتفقت أغلب التعريفات على أن طريقة دراسة الحالة هى المنهج الذى يتجه
إلى جمع البيانات العلمية المتعلقة بأية وحدة سواء كانت فرد أو مؤسسة أو نظام
اجتماعى أو مجتمع محلى أو مجتمع عام ،وتقوم على أساس التعمق فى دراسة جميع المراحل
التى مرت بها وذلك بهدف التوصل إلى تعميمات علمية مرتبطة بالوحدة التى يتم دراستها
وبالوحدات المتشابهة.
كما تعرف دراسة الحالة بأنها طريقة فى البحث تهدف إلى فهم الظواهر الاجتماعية داخل موقع أو عدد صغير من مواقع الأحداث التى تسيرعلى نحو طبيعى ،وقد يكون الهدف توفير وصف من خلال دراسة حالة بالتفصيل أو محاولة تعميم أو اختبار نظريات معينة ،وتستخدم دراسة الحالة عادة أساليب منهجية عديدة ومتنوعة لجمع البيانات وتتضمن أساليب مثل المقابلة الشخصية والملاحظة والطرق الوثائقية والتسجيلات بالصورة أو الصوت.
:ثانيا أهم خصائص دراسة الحالة
-أنها طريقة للحصول على معلومات شاملة
ومركزة عن الحالات التى يتم دراستها.
-أنها أسلوب للتحليل الكيفى للظواهر
والحالات التى يتم دراستها.
-أنها طريقة تهتم بالموقف الكلى
والعناصر المختلفة المؤثرة فيه.
-أنها طريقة تتبعية تعتمد اعتماد كبير
على عامل الزمن كما تهتم بالأبعاد التاريخية.
-أنها طريقة دينامية لا تقتصر على بحث
الحالات الراهنة.
أنها طريقة تهدف إلى تحقيق تكامل المعرفة لأنها تستند إلى أكثر من أداة للحصول على البيانات والمعلومات
ثالثا وسائل التحليل فى دراسة الحالة
تاريخ الحالة
يقصد بتاريخ الحالة المراحل التطورية التى مرت بها والتى تشمل مراحل النمو والتطور الجسمية والذهنية والانفعالية والسلوكية ولتنوع واختلاف هذه المراحل كان من الصعب العثور على وثائق مكتوبة توضح تطور الحالة فى كل مرحلة .
ويجب على الباحث الذى يقوم بإجراء دراسة الحالة باستخدام هذا الأسلوب أن يقدم صورة كلية عن هذه الحالة وأن يعتمد الباحث على عدد متباين من المصادر التى تساعده فى الوصول إلى بيانات كل مرحلة سواء كانت هذه المصادر هى الفرد نفسه أو الجماعة أو غيرها من أنواع الحالات أو من أسرة الفرد أو أقاربه ومعلموه فى مختلف المراحل الدراسية أو غيرها ،وأن يستفيد من الأدوات المعروفة فى جمع البيانات من كل مصدر سواء كانت وثائق شخصية أو مقابلات أو ملاحظات أو سجلات وغيرها.
التاريخ الشخصى للحياة
يقصد بالتاريخ الشخصى للحياة تصور للمراحل التطورية المختلفة التى مر بها الشخص والتى تتضمن عمليات نموه الجسمى والذهنى والانفعالى والسلوكى وتقديره للاهتمامات والخبرات وتفسيره للاهتمامات ،أو هو دراسة حالة يجريها الشخص لنفسه وهنا يكون المصدر الأساسى للبيانات منصبا على الفرد نفسه موضوع الدراسة ويحدد بالتالى الأدوات المستخدمة المناسبة للحصول على البيانات التى تفيد فى هذا الغرض.
ويرى البعض أن دراسة التاريخ الشخصى للحياة صورة من صور تاريخ الحالة وإن كانوا لا يقبلون الاختلافات الأساسية بين الأسلوبين فى دراسة الحالة والتى تتمثل فى اعتبار تاريخ الحالة يهتم بالفرد ،ويهتم التاريخ الشخصى للحياة بالشخص نفسه وأنه يمكن أن يطبق أسلوب تاريخ الحالة فى دراسة أنواع مختلفة من الحالات غير الفرد مثل الجماعة والنظام والمجتمع المحلى.
أما دراسة التاريخ الشخصى للحياة لا تطبق إلا حيث تكون الحالة فرد أو أفراد كما أنه فى تاريخ الحالة لا يهتم الباحث بالتفسيرات التى تقدمها الحالة للمراحل المتعاقبة فى نموها على عكس ما يحدث من اهتمام الباحث فى دراسة التاريخ الشخصى للحياة بأن تحكى الحالة تاريخ حياتها ومن وجهة نظرها وتعطى ما تشاء من تفسيرات لمواقف وأحداث مرت بها.
المقابلة والملاحظة فى البحث الاجتماعى
ياسر الخواجة،2001، البحث الاجتماعى،دار المصطفى للطباعة والكمبيوتر ،طنطا
تعليقات
إرسال تعليق